في السنة السادسة للهجرة رأى النبي صلى الله عليه و سلم في منامه أنه يدخل المسجد الحرام و يطوف بالبيت هو و أصحابه فقرروا دخول مكة لتحقيق رؤيا النبي عليه الصلاة و السلام فخرج النبي و معه زوجته أم سلمة مع الف و اربعمائة مسلم من المهاجرين و الأنصار لقضاء أول عمرة لهم لكن قريش منعوهم من زيارة مكة .
و بعدها بعث النبي صلى الله عليه و سلم عثمان بن عفان رضي الله عنه لمكة يدعو أهلها للإسلام و يؤكد لهم رغبة المسلمين لدخول مكة للعمرة لكن عثمان بن عفان تأخر في العودة مما اشاع خبر مقتله فدعا عليه الصلاة و السلام المسلمين للبيعة فبايعوه بيعة الرضوان تحت الشجرة.
فقررت قريش التفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلت عروة بن مسعود ثم بعدها أرسلت سهيل بن عمرو لعقد الصلح، و انعقد الصلح و بدأوا الاتفاق على قواعده.
بنود صلح الحديبية
من بين البنود التي تم الاتفاق عليها في صلح الحديبية:
- هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
- أن لا يقضي المسلمون العمرة حتى العام القادم.
- أن يرد المسلمون من يأتي من قريش مسلما و لكن أن لا ترد قريش من يأتيها مرتدا.
- من أراد أن يدخل في الإسلام و يتبع النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه و من أراد الدخول في عهد قريش دخل فيه.
فتح مكة
بعد أن نقضت قريش الصلح الذي بينها و بين المسلمين إذ أمدت قبيلة بني بكر التابعة لها بالمال و السلاح ليعتدوا على قبيلة خزاعة التابعة للمسلمين، و قاموا بقتل ما يقارب 20 رجلا منهم، لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك غضب كثيرا و تجهز المسلمون لقتال المشركين.
فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم و معه عشرة آلاف مسلم متوجهين لمكة، فدخلوا مكة من جهاتها المختلفة و قاموا بتحطيم كل الأصنام التي كانت داخلها و لم يستطع المشركون أن يصدوهم عن ذلك، و قام المشركون بلزوم منازلهم خوفا من المسلمين.
لكن رحمة النبي و عفوه عن قومه بعد كل ما فعلوه به، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم و هو يخاطب المشركين " يا معشر قريش و يا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم"، قالوا "خيرا أخ كريم و ابن أخ كريم" فقال عليه الصلاة والسلام "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
نتائج صلح الحديبية و فتح مكة
رغم أن بنود صلح الحديبية كانت ظالمة للمسلمين لكن الرسول صلى الله عليه وسلم وحده كان يعلم بالفتح الكبير الذي سيأتي بعد هذه المحنة، فتفرغ المسلمون لنشر الدعوة الإسلامية و قد دخل عدد كبير من العرب في دين محمد.
و قد كان هذا الصلح سببا في فتح مكة التي كانت سببا في تحرير مكة من ظلم قريش و الشرك و الوثنية، فدخل الناس في دين الله أفواجا بعد تحقق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بالطواف في البيت الحرام.
دون أن ننسى التحدث عن أهمية الشورى، حيث أنه كان للمرأة دور كبير عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة، فقد كان رأيها موفقا و صائبا.
ختاما
وجوب طاعة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، لأنه صلى الله عليه وسلم كان مدركا و متيقنا من النتيجة بوحي من الله تعالى.
تعليقات
إرسال تعليق