ماري كوري: المرأة التي غيّرت وجه العلم

زينب النفزاوية هي من أشهر الشخصيات بالمغرب خلال العصور الوسطى، إذ صنِّفت واحدة من أبرز النساء المسلمات في التاريخ الاسلامي لكونها كانت امرأة قوية، ذكية و رمزا من رموز القيادة النسائية.

    أصلها و تاريخ ميلادها

رغم غموض المعلومات حول تاريخ ولادة و وفاة السيدة زينب النفزاوية بحيث لا توجد تفاصيل دقيقة لحياتها، يعتقد بعض المؤرخين أنها ولدت في القرن العاشر الميلادي و لكن تبقى التواريخ غير ثابتة و غير معترف بها في السجلات التاريخية.

تنحدر زينب النفزاوية من منطقة تقع في شمال أفريقيا تسمى " نفزة"، لكن بعدها هاجرت مع أبيها إلى مدينة أغمات و عاشت في المدينة مع أبيها "إسحاق الهواري" حتى عام 1072.

زينب النفزاوية : زوجة الملوك

" لا يتزوجني إلا من يحكم المغرب "

كانت زينب النفزاوية معروفة بجمالها الفاتن، حيث قال عنها ابن خلدون " كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال و الرئاسة"، و بسبب جمالها و ذكاءها الذي شاع في مدينتها كان يتقدم لخطبتها شيوخ و أمراء القبيلة لكنها كانت دائما تمتنع و ترفض الزواج بهم، بحيث كان ترد دائما بمقولتها الشهيرة " لن يتزوجني إلا من يحكم المغرب.

تزوجت زينب بعدة حكام بارزين في الاسلام، بحيث كانت تلقب بزوجة الملوك، كان زواجها الأول من الشيخ يوسف بن علي بن عبد الرحمن بن وطاس زعيم لقبيلة اوريكا المصمودية المؤسسة لاغمات ، بعد سيطرة مغراوة الزناتيين على أغمات و قتل زعيمهم أصبحت زينب النفزاوية زوجة للأمير لقوط المغراوي.

و من بعده أصبحت زينب زوجة للأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني الذي شرع في تأسيس مدينة مراكش و كانت زينب يده اليمنى لكونها امرأة ذات عزم و ريادة. لكن سيحدث ما لم يكن في الحسبان، سيخرج الامير ابو بكر إلى الصحراء ليصلح أمور المسلمين هناك لكن قبل ان يسافر طلّق زوجته زينب لانها لن تتحمل عبء السفر معه للصحراء، و قال لها ان تتزوج ابن عمه يوسف بن تاشفين الذي سيكون خليفته على حكم الدولة المرابطية بحيث يعتبر المؤسس الفعلي لمدينة مراكش، و هكذا يكون آخر زواج لزينب هو بيوسف بن تاشفين الذي وحد المغرب و ضم الاندلس لملكه عام 1103م.

و قد ساهم زواج زينب من عدة أمراء في تشكيل شخصيتها القوية و الفريدة من نوعها، مما جعلها تلعب دورا سياسيا و اجتماعيا مهما في الحفاظ على السلطة و الرئاسة.

زينب النفزاوية مثال يحتذى به

زينب النفزاوية خير مثال على دور المرأة في السياسة و الريادة، رغم التحديات التي كانت تواجهها المرأة على مرّ العصور إلا أنها فرضت رأيها و قوتها في المجال السياسي، و زينب النفزاوية فقط مثال واحد من بين مئات النساء المسلمات اللواتي صنعن التاريخ.